السلام عليكم ورحمة الله
نبدأ موضوعنا
بعدة أسئلة
كيف ننهض ونسمو بأخلاقنا ؟ أين نجد عزتنا وصلاحنا ؟ أين الطريق وما هو الحل ؟
وكيف يكون الإصلاح وبعث الأمة من جديد وعودتها إلى سالف مجدها وعزتها ؟؟؟؟؟
كل هذه الأسئلة إجابتها من أيسر وأبسط ما يكون قولا وفعلا
جوابها
نجده فى حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا :
كتاب الله و عترتي ، أهل بيتي )صحيح
الجامع
ونريد أن نقف مع أنفسنا وقفة نخاطب فيها عقولنا التى ربما قد ألمّ بها بعض.
الشبهات ما جعلتها فى حيرة وتردد ومن إكثار القول من أهل الباطل حتى
تشكك الناس فى الحق الذى بين أيديهم .
فهل هناك سبيل للرجوع الى الحق وتوحيد الأمة مرة أخرى غير سبيل القرأن الكريم
والسنة المطهرة!!!!!!:.
المتأمل فى حياة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله
عليهم يرى كيف غير القرأن الكريم القلوب والعقول والأفعال والسلوكيات
فكان له الآثر الأعظم فى توجيه الفرد بل الأسرة بل المجتمع كله فى كل شأن
من شؤونها صغيرا وكبيرا .
فالقرأن هو أول نور نزل من السماء لينشر الضياء ويبدد الظلمة .........
وأول هداية نزلت لتلغى الضلالة وترشد إلى الحق ................. وهذا
الذى يفسر به تحول العرب من الضعف الى القوة ومن الفرقة الى الوحدة ومن
ذل الى عزة الى غير ذلك............
وللنظر كيف ربط رسولنا الكريم -صلوات الله وتسليماته عليه – القرآن
بالأمة .........فهو القائل ( خيركم من تعلم القرأن وعلمه )
فجعل الشرف الأعظم وكل تقدم وعلو ورفعه فى هذه الأمة مقايسه مرتبط
بالقرأن ليكون هذا الكتاب العظيم هو ....................محور الحياة
وجوهر التقويم والعلو والرفعة لهذه الأمة.
والحق ما شهدت به الأعداء فنقطتف منها الآتى:
شـهادة عبد الله بن المقفع – أحد أدباء العصر العباسي ، ومن أهل البلاغة والفصاحة ،
كان مجوسياً فأسلم ثم قتل على الزندقة - .ولقد حاول أن يؤلف
كتابا يضاهي فيه القرآن وينافسه في أسلوبه ونظمه .
وقبل أن ينفذ محاولته وهي محاولة تدل على قلة عقله وحماقته وغروره بما أوتي من أدب وبلاغة.
وقبل أن يفعل ذلك مر بصبي من صبيان الكتاب وهو يقرأ آية من سورة
هود تتحدث الآية عن نهاية الطوفان الذي غشي أهل الأرض وأهلك أهل قوم نوح
وهي قوله تعالى: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء
وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين) [هود:44].
فاندهش ذلك الأديب البليغ من بلاغة هذه الآية وقوة سبكها وغزارة معانيها وصورها
البيانية مع قلة ألفاظها ووجازة أسلوبها فحينئذ أقلع عن محاولته
وكف
عن سفاهته وعلم أنه لا قبل لبشر بمثل هذا هذه المعجزة الكبرى لنبينا محمد
صلى الله عليه وسلم التي أعجزت الفصحاء والبلغاء.
وهذه شـهادة رئيس وزراء بريطانيا سابقا كلادستون: مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين ،
فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق.
وهذه شـهادة وزير المستعمرات الفرنسي لاكوست عام 1962:
وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا .
وغيرهم كثير ...................
فالقرآن الكريم هو المعجزة الخالدة لهذا الدين ، وهو الكتاب الحكم الذى أنزل على النبي الكريم،
وإذا كان الأنبياء السابقون عليهم السلام قد اوتوا من
المعجزات ما آمن عليه البشر فى وقتهم ثم انتهت هذه المعجزات بموتهم وفناء أقوامهم ،
فإن الذي أوتيه محمد صلى الله عليه وسلم ظل وسيظل معجزة
يدركها اللاحقون بعد السابقين ، ويراها المتأخرون كما رأها المتقدمون .. ..
ولنذكر فى هذا المقتبس السريع بعض من الأحاديث التى وردت فى فضل تلاوة القرآن الكريم فمنها:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب" رواه الترمذي وقال
حديث حسن صحيح.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : "
اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" رواه مسلم.
وللنظر الى آثر القرأن الكريم على النفس البشرية والأمن النفسى فتقول لنا الأستاذة
ناهد عبد العال الخراشي (باحثة في العلوم الإسلامية)
لقد عني القرآن الكريم عناية شاملة بالنفس الإنسانية بحيث أنه لم يترك زاوية من الزوايا
أو جانباً من الجوانب إلا وتعرض لها، فلقد تناول نفوس الناس
وقلوبهم، وعرف أنه هنا يكمن سر قوة الإنسان، فالإصلاح يبدأ منها وينتهي إليها، ولذلك فإن
عناية القرآن الكريم بالنفس كانت من الشمول والاستيعاب
بما يمنح الإنسان معرفة صحيحة بالنفس ـ وقاية وعلاجاً ـ دون حساب طاقة أخرى.
وترجع عناية القرآن الكريم بالنفس الإنسانية إلى أن الإنسان ذاته هو المقصود بالهداية والإرشاد
والتوجيه والإصلاح، فإذا ما أريد أن يصل إلى ما له وما
عليه، فلابد أن يستكشف نفسه لتتضح له سائر جوانبها ونوازعها، حتى يكون
على بصيرة منها وعلى مقدرة من ضبط وتقويم سلوكها.
ومما لا شك فيه أن للقرآن الكريم أثر عظيم في تحقيق الأمن النفسي، والطمأنينة القلبية والسكينة.
والسكينة روح من الله ونور يسكن إليه الخائف، ويطمئن
عنده القلق.
هذه السكينة نافذة على الجنة يفتحها الله للمؤمنين من عباده. والقرآن فيه من عطاء الله ما تحبه النفس
البشرية ويستميلها، إنه يخاطب ملكات خفية في النفس
لا نعرفها نحن.. ولكن يعرفها الله سبحانه وتعالى .. وهذه الملكات تنفعل حينما يقرأ الإنسان القرآن..
ولذلك حرص الكفار على ألا يسمع أحد القرآن، لأن
كل من يسمع القرآن سيجد له حلاوة وتأثير قد يجذبه إلى الإيمان.
وقد بين القرآن الكريم ما يحدثه الإيمان من أمن وطمأنينة في نفس المؤمن بقول الله تعالى :
(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم
مهتدون)(الأنعام: 82)، (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر
الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )(الرعد: 28)، (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن
يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم)(التغابن).
إن ذروة الحب عند الإنسان وأكثره سموا وصفاء وروحانية هو حبه لله سبحانه وتعالى وشوقه
الشديد إلى التقرب منه، لا في صلواته وتسبيحاته ودعواته
فقط، ولكن في كل عمل يقوم به، وكل سلوك يصدر منه، إذ يكون التوجه في كل أفعاله وتصرفاته
إلى الله سبحانه راجياً من تعالى القبول والرضوان: (قل
إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
(آل عمران: 31)،(ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب
الله والذين آمنوا أشد حباً لله)(البقرة: 165).
ومن أجل تحقيق الأمن والسكينة للنفس الإنسانية أعطى الله سبحان وتعالى الحرية
في الإعتقاد الديني ودعا إلى الألفة والمحبة والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر.
وأخيرا
من أجمل ما قرأت فى وصف القرآن الكريم
وصف الاستاذ مصطفى صادق الرافعى رحمه الله تعالى للقران الكريم حيث يقول في كتابه اعجاز القران ما نصه:
القرآن الفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة،
وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة،
تذكر الدنيا فمنها عمادها ونظامها،
وتصف الآخرة فمنها جنها وضرامها،
ومتى وعدت من كرم الله جعلت الثغور تضحك في وجوه الغيوب،
وان أوعدت جعلت الالسنة ترعد من حمى القلوب،
ومعان بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان،
ورقة تستروح منها نسيم الجنان،
ونور تبصر به في مرآة الايمان وجه الامان،
وبينا هي ترف بندى الحياة على زهرة الضمير،
وتخلق في اوراقها من معاني العبرة معنى العبير،
وتهب عليها بأنفاس الرحمة فتنم بسر هذا العالم الصغير،
ثم بينما هى تتساقط من الافواه تسافط الدموع من الاجفان،
وتدع القلب من الخشوع كأنه جنازة ينوح عليها اللسان،
وتمثل للمذنب حقيقة الانسانية حتى يظن انه صنف آخر من الانسان،
إذا هي بعد ذلك اطباق السحاب وقد انهارت قواعده،
والتمعت ناره وقصفت في الجو رواعده،
وإذا هي السماء وقد اخذت على الارض ذنبها واستأذنت في صدمة الفزع ربها،
فكادت ترجف الراجفة تتبعها الرادفة،
وانما هي عند ذلك زجرة واحدة،
فإذا الخلق طعام الفناء وإذا الارض مائدة.
انتهى كلام الرافعى رحمه الله تعالى
وإلى هنا قد أنتهى كلامنا
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
نقلته لكم بكل حب
عدل سابقا من قبل باغية الفردوس في الجمعة سبتمبر 24, 2010 11:04 am عدل 3 مرات (السبب : يرجى ترك مسافات المرة القادمة وجزالك الله خير)